وكالة مهر للانباء – منيرة الهاشمي*، المرتزقة المخابراتية التي بدأت في تفريخها امريكا والسعودية مند السبعينات، وقد كانت غايتها تحويل وجهة الجهاد المقدس من جهاد ضد من احتل ارضك وعرضك ومقدساتك الى جهاد ايديولوجي ليس له هدف سوى خدمة اسرائيل وتنفيذ مخططات الاستكبار العالمي.
كان لابد من ابعاد المجاهدين من منطقة الشرق الاوسط، وذلك عقب اتفاقية كامب ديفيد للسلام التي تم التوقيع عليها في 17/09/ 1978 حيث غيرت وجهة البوصلة الجهادية فبعد ان كانت ضد الاستعمار الصهيوني للأراضي الفلسطينية اصبحت ضد روسيا وتحت اشراف سعودي امريكي كوَن عبد الله عزام نقطة تجميع للمجاهدين العرب وتدريبهم في اسلام اباد بتمويل من بن لادن الذي كان همزة وصل بين السعودية وعبدا لله العزام حيث كان يسافر باستمرار لجلب الاموال، كما اخذ عدة مليارات من امريكا هذا عدى الاسلحة التي كانت تتكفل الولايات المتحدة بإيصالها لهم.
وبدؤوا بجلب الشباب من كل البلاد العربية وتدريبهم لخدمة هذا المشروع المفتعل وإلهاء الشباب العربي على العدو الاصلي وعلى وجهة الجهاد الحقيقي فلسطين إلا انه بعد انهزام الروس وجدوا هؤلاء المجاهدون انفسهم في فراغ ولم تعد تصلهم الاموال فبعد اختلافات في المواقف والأهداف المستقبلية تحالف بن لادن والظواهري وكوًنوا تنظيم القاعدة، بينما قررالمنظًر الاسلامي المعاصر كما كان يعتبره الاسلاميون وهو عبد الله العزام ان يعود ومن معه الى الوجهة الاولى والصحيحة للجهاد المقدس وهي فلسطين إلا انه لقى حتفه هو وابنيه بتفجير مريع وذلك 24\11\1989 .
وبينما اخذت القاعدة على عاتقها ابتزاز امريكا والسعودية الذين استعملوهم ضد روسيا ثم تخلوا عنهم حتى اصبح المجاهدون العرب لا يجدوا ما يقتاتون به فزرعوا المخدرات وتاجروا فيها ودرت عليهم الاموال الطائلة مما مكنهم من تمويل بعض العمليات ضد من استعملهم ثم تخلى عنهم في ارض ليست وطنهم وحيث لم يعد مرحب بهم هنالك وهم في نفس الوقت لم يعد مرغوب بهم في اوطانهم .
وكانت عمليات التفجير في الخبر ونيروبي ودار السلام وذلك في سنة 1998 مما جعل امريكا تفكر في التخلص من الاخطبوط الذي سلحته ودربته ومولته وأصبح اليوم يهدد مصالحها مع استغلاله حتى الرمق الاخير حسب خطة محكمة، بعد ان تخلصت دول الغرب من عدوهم التقليدي ، بحيث لم يعد لأمريكا عديل في العالم وهي اكبر قوة على الاطلاق .
اذن بعد سقوط الدب الروسي والذي كان في حرب باردة لا هوادة فيها مع الغرب وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وإنشاءحائط برلين والى غاية ان تم اسقاطه اثر حرب استنزاف بأفغانستان دامت عشر سنوات واُستعمل فيها الغرب والسعودية بقيادة امريكا المليارات من الدولارات وأطنان الاسلحة التي كانت تسلم للمجاهدين العرب في افغانستان.
تفرغت لتصفية حساباتها مع العرب، يجب اتمام المخططات الموضوعة للمنطقة للسيطرة عليها وعلى ثرواتها وتفتيتها، وكانت العملية الهوليودية 11سبتمبر2001. والتي كانت تعلة لسلسلة من الحروب على العالم العربي تحت عنوان مكافحة الارهاب.
اعلن( جورج بوش الثاني) ان ربه قد اوحى له بشن حرب مقدسة ،هو لم يكذب ما قاله صحيح من أن ربه امره بهذه الحرب لان ربه هي الماسونية العالمية وهي تدين بدين الشيطان الاكبر وأُعلنت اسماء البلدان المعنية بشن الحرب عليها لإرساء ما يسمى بالديمقراطية ، مع وضع اجندة زمنية لهذه الحروب .
بدأت أولا بالمفرخة التي انتجتها المخابرات الأمريكو سعودية وهي تنظيم القاعدة والذي اصبح يزعجها، فدمرت افغانستان كليا ثم اخذت في اصطياد العناصر ووضعتهم في غواتنامو كمثال لنوعية الديمقراطية التي تنوي ارساءها في الدول العربية.
ثم انتقلوا الى العراق المهدم تقريبا والمحاصر بعد الحرب التي شُنت عليه بعد اجتياحه الكويت، ظنا منهم انها الحلقة الاضعف والأثمن في نفس الوقت لقيمة مخزونه النفطي . وكان المشروع هو تتمة القائمة إلا أنهم اصيبوا بخيبة في العراق حيث وجدوا مقاومة شرسة فبينما كانوا يظنوا أن الامور سوف يتم السيطرة عليها خلال سنتين بعد دخولهم سنة 2003 إلا انهم غرقوا في مستنقع العراق الى غاية 2011 .
وبدا لهم أن هذه الرزنامة غير قابلة للتنفيذ في مجالاتها المحددة فعليهم ان يضعوا خطة بديلة ولها نفس الاهداف التي يعملون دائما للوصول اليها ،وكلما فشلت خطة انتقلوا الى خطة بديلة. وهذه المرة وقع الاختيار على الحصان الرابح الذي خلصهم من السوفيات في حرب الاستنزاف.
إلا انه كان يجب عليهم التخلص من بن لادن الذي على ما يبدوا لم يكن موافق هذه المرة على الخطة الجديدة ، وهي خلق عدو وهمي بدلاً عن الكيان الصهيوني والذهاب في تكفير المسلمين للقتال بينهم فاغتالوه في 2 ماي 2011 .
بينما كان ايمن الظواهري العميل الذي خان قائده الاول عبد الله العزام والثاني بن لادن هو الزعيم المتعاون في هذا المخطط وهو الزعيم الحالي للقاعدة.
اذ انتقلوا الى الخطة البديلة والتي سوف تكون نتائجها سريعة وفعالة وتمكنهم من الوصول الى الغاية الكبرى بأقل الخسائر. اذن لابد من اعطاء هؤلاء الإرهابيين اسماء اخرى وغطاء كذلك وغايات لا تمس ابدا بمصالح الكيان الصهيوني ، بل يجب ان تخدم الغايات المنشودة لهذا الكيان السرطاني . وتحت مظلة اسلامية استطاعوا ادخال هذه التنظيمات ، ويجب ان تكون هذه المظلة لها قاعدة واسعة وليس هنالك احسن من الاخوان ، لهم رصيد نضالي وقاعدة عريضة ويستطيعوا توظيفهم كحصان طروادة يمرروا بهم مشروع التقتيل والتفتيت والفتنة والحقد ثم يزيحونهم الى الابد بعد تشويههم وفضحهم.
ويرتكز مشروع الشرق الاوسط الجديد على عدة نقاط منها:
- تفكيك المحور المقاوم وعزله وتشويهه وتشتيته تحت الذريعة الطائفية.
- اضعاف الجيوش والقوى الامنية ثم سحقها.
- مسح كل الآثار الدالة على التاريخ والحضارة.
- هدم مؤسسات الدولة والبناء التحتية.
- ضرب كل ما يمت للتعليم والثقافة بصلة.
- التقليص العددي للكثافة السكانية لأن النمو الديمغرافي يشكل خطر على الكيان الصهيوني ،وذلك بالتقتيل والتفجير دون سبب وتحت اية ذريعة.
- التهجير وذلك لتقليص الضغط على الكيان الصهيوني.
- السيطرة على الثروات والمقدرات.
- اعادة المنطقة والمسلمين الى الجاهلية ،قبائل وعشائر متناحرة.
- تسخير من استطاع ان يستمر في الحياة رغما عن كل هذا بجهله وفقره كيد عاملة ، بل كعبيد يشتغل بلقمته.
- ضرب الصحوة الاسلامية وتشويه الاسلام.
وهذا المخطط الجهنمي دخل الى بلداننا تحت اجنحة عربية وإسلامية ثم بعد ذلك ليسعهم إلا ان يقولوا لهم انتهى الدرس يا غبي .
لو لا الرجال، رجال الله في الميدان رجال المحور المقاوم من ايران الى لبنان مرورا بشرفاء هذا العالم./انتهى/
*كاتبة تونسية.
تعليقك